الأربعاء، 29 فبراير 2012

حكــــــــــــم النســــــــــــــــــاء...

حُكْـــــمُ النســــاءْ...

تتعدد الظواهر الاجتماعية في المجتمعات بكل البلدان ، و تتعدد تمظهراتها و تنوعاتها حسب التركيبات البشرية لكل مجتمع وفق أنساقه الفكرية و الإديولوجية و الدينية و الثقافية . لكن منها ما يمحوه الزمن و يبليه الدهر ، و منها ما يستعصي على الزمان و يغالب الدهر ، فيبقى حيا يرزق مع توالي الايام .
فعلى رقعة جغرافية نسميها الاقاليم الجنوبية و في مجتمع يعرف محليا بالمجتمع الحساني و ينتمي إقليميا الى مجتمع نسميه " مجتمع البيظان" ، تكثر مجموعة من الظواهر الاجتماعية التي تغالب الزمن . طورت جيناتها الوراثية فاستقوت أجهزة مناعتها و رفضت الاستسلام للموت ، فقررت البقاء لتنغص على الازواج حياتهم في هذا المجتمع ، لتصير مع توالي "المناسبات" غولا يحسب له الرجال ألف حساب فيتعذرون عند قدومه بألف عذر ، خصوصا أنه يمس جوهر الحياة الزوجية و دعامتها الاساسية  " النساء" و المقصود هنا "ظاهرة تارزيفت" .
إن واجب التذكير يحتم علينا أن نُقر – و لو لأنفسنا – بأن هذه الظاهرة ليست نسائية الخلق و إن كانت نسائية التنفيذ . فالمجتمع الحساني الصحراوي كان منذ القدم مجتمع "تارزيفت " و لم تكن ظاهرته  هته ، قط  ، حكماً نسائي التكوين على الرجال الرضوخ لتنفيذه .
لكن الفرق بين "كان" و اليوم فارق كبير ، فالظاهرة تجاوزت كل الظنون ، و خرجت عن مقاصد أهلها الذين أخترعوها و حافظوا عليها كشكل من أشكال التكافل و التآزر لتصير عبئاً مالياً ،ترزح تحته رقاب محدودي الدخل و بسطاء الرواتب . فتراهم يكلمون أنفسهم حانقين ويتمنون أن تزول هذه الظاهرة ،  قبل زوال زوجاتهم ، فيرفعون أيديهم الى الله أن يعينهم على" حكم النساء ".
غير أن الحقيقة في هذه الظاهرة ، حين ينظر اليها الرجال دون توتر أو حساسية ، لن يزيلها غضب الغاضبين ، و لا حنق الحانقين ، بل يزيلها انتقال المجتمع الصحراوي من الاسرة / القبيلة نحو الاسرة / النواة ، و هو ما سوف تتكفل به السنون و حياة المدينة  ، كتطور طبيعي لكل المجتمعات ، و هو ما يبدو تطرفاً كرونولوجيا لحتمية التطور في نظر المدافعين عن ظاهرة "تارزيفت" و ربطها دون سند - في مظهرها المبالغ فيه – بالهوية الثقافية .
كما سيزيلها إعادتها – أي تارزيفت- الى مقاصدها النبيلة الاصلية دون ضرر و لا ضرار ، تحقيقا لمبدأ الاعتدال .
                    http://www.facebook.com/profile.php?id=100002098130670#!/profile.php?id=100000135184501

                                                                                                           عيسى الدبا        
                                                                                                مراكش  24/02/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق